مدونة تهتم بالصحة و كيفية الحفاظ عليها

أسباب المشاكل في الأداء الجنسي

الكثير من الرجال يواجهون مشاكل في الأداء الجنسي، التي من شأنها أن تسبب لهم القلق، والضيق والحرج. وهم يتساءلون فيما إذا كان من الممكن معالجة المشكلة وحلها،أو أنهم 'قد كُتب' لهم أن يتنازلوا عن حياة جنسية جيدة ومرضية. توجد اليوم حلول جيدة وناجعة للمشاكل في الأداء الجنسي، سواء كان الحديث عن اضطرابات في الانتصاب، أو القذف أو مستوى الرغبة الجنسية. ما الذي يسبب مشاكل في الانتصاب؟ هل هي أسباب جسدية أم نفسية؟
"عادة، إنها دمج بين الاثنين"، يشرح د. رعنان طال، أخصائي جراحة المسالك البولية يعمل في طب الأداء الجنسي وخصوبة الرجل في المركز الطبي رابين (بيلينسون) ومستشفى اسوتا. "في الماضي ادعى فرويد أن معظم الاضطرابات في الأداء الجنسي تنجم عن خلفية نفسية، ولكن من المعروف اليوم أن ذلك ليس هو الحال: لدى نحو تسعين بالمائة من الرجال الذين يعانون من اضطرابات في الانتصاب المشكلة هي جسدية، وليست نفسية في أساسها. في الماضي، كان فهمنا لآلية الانتصاب جزئيًا جدًا وكان البحث أيضًا لا يزال في بداياته. أما اليوم فنحن نفهم بشكل أفضل بنية وأداء آلية الانتصاب، نحن نستعين بفحوصات ووسائل تصويرية ونستطيع أن نشخّص بصورة أوضح المشاكل ذات الخلفية الجسدية".
"من بين الأسباب الجسدية الشائعة للاضطرابات في أداء الانتصاب"، يوضح د. طال، "يمكن العثور على أربعة عوامل رئيسية":

• مشاكل في الأوعية الدموية: "حالات مثل السكري، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والتدخين، والسمنة المفرطة، وزيادة الدهون في الدم وقلة النشاط البدني - جميعها عوامل خطر لأمراض القلب والأوعية الدموية"، يوضح د. طال. "يستند الانتصاب على الأوعية الدموية التي توصل إلى القضيب دمًا بكميات كبيرة، بحيث أن كل مرض يصيب الأوعية الدموية من شأنه أن يُعبّر عنه أيضا بإصابة في جودة الانتصاب. إن الإصابة في الأداء الانتصابي للقضيب هي غالبا ما تكون أول فرصة للطب لكي يستنتج أن شخصًا يعاني من مرض الأوعية الدموية، وذلك لأنه في 80% - %90 من الحالات يسبق الاضطراب في الانتصاب النوبة القلبية أو السكتة الدماغية بنحو 3-5 سنوات.
"من المحبذ ألا يكتفي رجل يشكو من مشاكل في الانتصاب ويدور الشك بأنه يعاني من مشكلة في الأوعية الدموية، بتناول أدوية لتحسين الانتصاب فحسب، وإنما يخضع لفحص جسدي شامل لمعرفة ما إذا كان يعاني من انسدادات إضافية في الأوعية الدموية. الأوعية الدموية التي في القضيب هي دقيقة جدًا، ولذلك من الممكن أن تكون الأولى التي يتم انسدادها، قبل الأوعية الدموية التي في القلب أو الدماغ. في حالات كهذه يمكن إجراء قسطرة وإنقاذ المُعالَج، وعمليًا 'أن يستبق الدواء وقوع الاصابة'. يؤجل الرجال الذين يمتنعون عن التوجه إلى الطبيب والحصول على علاج بسبب الحرج أو الخجل، الاستيضاح الطبي بثلاث حتى خمس سنوات بالمتوسط من لحظة ظهور المشكلة وحتى يتم استيضاحها. يمكن أن تكون هذه السنوات حاسمة، بكل معنى الكلمة".


• استعمال واسع النطاق للأدوية: من شأن أدوية معينة (مثل أدوية لعلاج ضغط الدم، مثلا) أن تضر بالانتصاب. لذلك، من المهم جدا إبلاغ الطبيب المعالِج في حالة أن تناول دواء معين يجلب في أعقابه ضررًا بالانتصاب. "توجد هناك بدائل لهذه الأدوية، التي لا تضر بالانتصاب. الرجال ليسوا دائمًا واعين عن العلاقة بين الانتصاب وبين الأدوية التي يتناولونها، أو أنهم يعتقدون أن 'علاج ضغط الدم أهم من الانتصاب'. من المهم أن يعرفوا أن البدائل المتوفرة اليوم هي ناجعة بقدر لا يقل عن الأدوية التي تضر بالأداء الجنسي، وليست هناك حاجة للتنازل أو للاختيار بين الاثنين".

• اضطرابات هرمونية: "بعد عمر الـ 50 يظهر هبوط تدريجي في إنتاج الهرمون الذكري تستوستيرون لدى حوالي عشرة إلى عشرين بالمائة من الرجال" يوضح د. طال. "بكونه تدريجي، فإنه من الصعب ملاحظة انخفاض مستويات الهرمون. من شأن مستويات منخفضة من التستوستيرون أن تسبب انخفاضًا في الانتصاب، وفي الرغبة الجنسية وأيضا في الاستجابة لأدوية هدفها علاج فقدان الانتصاب. إن التشخيص السليم هو ضروري في مثل هذه الحالات، لأن نقص التستوستيرون يمس بكتلة العضلة، وبكثافة العظم وبالمهارات الادراكية مثل الذاكرة والقدرة على التركيز. نقص التستوستيرون يدل عمليا على عملية شيخوخة متسارعة، بينما يعدّ التشخيص سهلاً – فحص دم بسيط - كما أن العلاج الدوائي ليس معقدًا. وبناءً عليه، من شأن فقدان الانتصاب أن يكون كذلك عرضًا من أعراض نقص التستوستيرون".

• مرض السرطان: من شأن الرجال المُصابين بسرطان البروستاتا، أو سرطان الأمعاء الغليظة أو سرطان المثانة أن يعانوا هم أيضًا من اضطرابات في الانتصاب. يكمن السبب في ذلك في العلاجات الجراحية التي تنطوي عليها هذه الأمراض وفي العلاجات الكيماوية والهرمونية التي يحصل عليها المُعالَجون. "يمكن أن تمس الجراحات بأعصاب الانتصاب التي تمر في الحوض الذكري، تلك الموصلات التي توصل الإثارة العصبية من الدماغ، عبر الحبل الشوكي، إلى القضيب. من شأن الأعصاب التي قُطعت أو أُصيبت أن تسبب فقدانًا جزئيًا أو كاملا للانتصاب"، يقول د. طال. "يمكن أن تسبب العلاجات الهرمونية ضمور القضيب، الذي ينكمش ويفقد من قدرة استجابته للتحفيز الجنسي. يمس العلاج الكيماوي عادة بآلية إنتاج التستوستيرون ومن شأنه أن يسبب نقصًا في هذا الهرمون الحيوي. من المهم معرفة أنه حين يتم تشخيص مرض السرطان، يميلون إلى التركيز على شفاء المرض فقط، ولكن نسب الشفاء عالية اليوم ولا يوجد سبب لتجاهل مشاكل الانتصاب أو الانتظار زمنًا طويلا من شأنه أن يكون حاسمًا لنجاح العلاج. كلما كان التوقّف عن الاداء الجنسي السليم طويلا أكثر – كلما قلت احتمالات نجاح أي علاج. يخشى الرجال أن تشوش معالجة الانتصاب على العلاج الورمي أو تضر به، ولكن اليوم توجد بين أيدينا ما يكفي من المعلومات والمهارات من أجل أن ندمج بنجاح بين الاثنين. وبذلك حينما يتم تشخيص رجل كمريض في السرطان ويحصل على برنامج علاجي، من المهم أن يحتوي هذا البرنامج على بداية فورية للحفاظ على واستعادة الأداء الجنسي لديه".
يجب التعامل بجدية أيضًا مع الأسباب النفسية التي من شأنها أن تمس بأداء الانتصاب، يوضح د. طال. "عندما يأتي رجل للاستيضاح في أعقاب مشكلة في الأداء الجنسي، فمن شأن العمر أن يكون ضده، لأنه هناك ميل إلى تشخيص الرجال المسنين على أنهم يعانون من مشكلة على خلفية جسدية، بينما هناك ميل إلى البحث عن الخلفية النفسية لدى الشباب. ولكن الرجل في سن السبعين من شأنه أيضًا أن يعاني من مشكلة نفسية ما، قد تمس بالأداء الجنسي لديه. مثلا، شخص ترمل من زوجته التي كانت مريضة خلال سنوات عديدة، والآن هو معنيّ بالعودة إلى الأداء الجنسي. من شأنه أن يشعر بعدم ثقة أو أن يعاني من تصوّر ذاتي منخفض ولذلك من الممكن أن يتضرر الانتصاب لديه تحديدًا على خلفية نفسية، وليست جسمانية. في الحالة المعاكسة، هناك شباب نميل إلى معالجتهم بالطريقة أن 'المشكلة الأساسية هي نفسيتهم'، دون أن نبحث عن مشكلة بدنية. قمت منذ فترة بمعالجة شاب، أظهر فحص الاولتراساوند أن لديه مشكلة الأوعية الدموية، التي يتوجب علاجها بواسطة القسطرة. يحل هذا العلاج المشكلة بشكل فوري بينما العلاج الجنسي أو النفسي كان سيساعد في مجابهة المشكلة ولكن لا يحلها. في حالة أخرى التقيت بشاب متدين، متزوج حديثًا، اعتقد أن سبب صعوباته ناجم عن حقيقة كونه غير متمرّس في ممارسة الجنس وأنه يخاف من الموضوع. ولكن عند الفحص اتضح أن الرجل الشاب وُلد مع مشكلة جسدية نادرة في منطقة الخصيتين، والتي لم تُشخّص أبدا وتطلبت علاجًا هرمونيًا. كانت هذه المشكلة الجسدية، وليس الخوف أو عدم التجربة، هي التي سببت الصعوبة".
الخلاصة هي، أنه من المهم أن يتوجه الرجل الذي يجابه صعوبات في أداء آلية الانتصاب إلى التشخيص المهني والاستيضاح الشامل. "من شأن الاستجواب الشامل، والفحص الجسدي والفحوصات المساعدة وفقًا للحاجة أن تغيّر الصورة"، يؤكد د. طال. من المهم الشعور بالراحة عند التحدث مع الطبيب. ينبغي إعطاء كامل التفاصيل: كم من الوقت أنت تعاني من المشكلة، هل يتغير أداؤك الجنسي مع شريكتك هذه أو أخرى، ما هي جودة الانتصابات الصباحية لديك، هل تعاني من أمراض إضافية أو تتناول أدوية، هل تدخن أو تتعاطى المخدرات، بالإضافة إلى أي تفصيل يمكن أن يؤدي إلى تشخيص سليم وعلاج سليم. قد يكون الفحص الجسدي للأعضاء التناسلية للرجل محرجًا قليلا، ولكنه فحص بسيط غير مؤلم، كما أنه غير اجتياحي أو خطير ومن شأنه أن يعطي معلومات كثيرة وهامة للطبيب وأن يساعدك في العلاج.


http://www.pfizer.co.il/sites/il/diseaseawareness/Pages/arabic-erectile-dysfunction.aspx

No comments:

Post a Comment